يتساءل الكثير من الناس عن جواز الصلاة على النبي، خاصة أن هذا الأمر شائع ومتكرر في جميع البلاد الإسلامية، ويخشى المسلم أن يقع في ذنب أو مكروه لمجرد انتشاره وشائعه. فلا بد من التحقيق والتأكد من جواز الدعاء على النبي.
محتوي المقالة
بيان حول التوسل إلى النبي
ومن المعلوم أن الدعاء على النبي صلى الله عليه وسلم له أشكال مختلفة، بعضها مقبول، وبعضها محرم، وهي على النحو التالي:
الدعاء بالإيمان بالله ورسوله
كما يقول مسلم
اللهم إني آمنت بك وبنبيك فارحمني واغفر لي. وهذا القول دليل على الإيمان والرغبة في العفو والمغفرة.
لأن الإيمان برسول الله شرط من شروط الإسلام وسبب شرعي لتكفير الذنوب والتوبة.
التوسل بالدعاء على النبي
فكأنما يقول قائل: افعل لي كذا وكذا يا رسول الله.
وهذا أمر محرم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه بشر مثلنا، وليس له أن يفعل بنا شيئاً بعد وفاته.
وكل شيء يتم إن شاء الله.
الدعاء في سبيل النبي
ولا يجوز الدعاء للنبي أو لمنزلته عند الله.
وقد حدث ذلك في حياة النبي أو بعد وفاته، لأن الدين الإسلامي هو دين صلة مباشرة بين العبد وربه، دون أي واسطة، بحيث يمكن للمسلم أن يدعو الله عز وجل مباشرة بما يشاء.
كما لا يجوز الدعاء للنبي لهزيمة الأعداء أو النصر أو علاج الأمراض، فإن هذا من الشرك.
منذ أن بدأ الدين الإسلامي يؤكد على الوحدة وأن الله تعالى ليس له شريك ولا ولد، فلا يجوز للمسلم أن يشرك مع الله أحداً.
وانظر أيضاً: حكم الدعاء بختم القرآن الكريم في الصلاة
القول في التسول على المذاهب الأربعة
ويعتبر حكم الصلاة على النبي من المسائل الخلافية بين الأئمة.
ولكن هناك إجماع على كراهية طلب الدعاء من الأنبياء والصالحين أمام الله عز وجل، والتأكيد على الوحدة وأن العلاقة بين العبد وربه مباشرة.
ولا حاجة إلى الوسطاء، وإن كان لقاء الله وعبادته أحب.
رأي الإمام أبو حنيفة النعمان
نص عن أبي حنيفة بتاريخ
كراهيته لطلب الدعاء من النبي والصالحين.
وجاء في شرح أبي العز الحنفي:
وإذا كان يقصد الحلف بالله، فهذا أيضاً حرام، لأن الحلف على مخلوق لا يجوز، فكيف بالخالق؟! وقال صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد أشرك، ولهذا قال أبو حنيفة: ولا يطيب أن يقول الداعية: أسألك بمثل ذلك. و حينئذ.
أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق بيت المقدس، والمشعر المقدس، ونحو ذلك، حتى كره أبو حنيفة ومحمد رضي الله عنهما رجلاً قال: يا اللهمّ إني أسألك في ذروة العزّة من عرشك.
رأي الإمام مالك
ولم ينقل عن الإمام مالك أنه أباح وأباح هذا النوع من الدعاء، كما روي عن ابن تيمية أنه قال:
ولم يعرف في مذهب مالك ما ينافي ذلك، فضلاً عن جعله حلفاً. ومن نقل عن مذهب مالك جواز الاعتماد عليه بمعنى الحلف به أو السؤال عنه فلا إشكال في النقل من مذهب مالك. مالك وأصحابه في ذلك فضلا عن أن مالكا قال: هذا يسب الرسول أو يستصغره.
إقرأ أيضا:تعرف علي ما هو حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت أو الهاتف 2025
والذي عرف عن مالك أنه كان يكره ذلك عندما قال الداعي: يا سيدي، سيدي، فقال: قل كما قالت الأنبياء: يا رب، يا رب، يا كريم، وكان يحبه أيضاً لا يحب أن يقول. : نعم. حنان يمانان، لأنه ليس من سنته، فكراه مالك مثل هذا الدعاء لأنه لم يفعله. لا يحل له، فكيف يحل له أن يسأل الله عن أي مخلوق، نبي أو غيره؟!
رأي الإمام أحمد بن حنبل
وفي قول الإمام أحمد خلاف كما قال ابن تيمية :
وذكر المروذي في منسك عن الإمام أحمد بن حنبل أن الداعي المسلم يستعين بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه. وهذا الحديث يخالف ما روي عن أبي حنيفة وغيره.
وفي رواية أخرى أنه لم يستدع النبي صلى الله عليه وسلم قط، ولم يذكر في هذا الأمر شيئا.
رأي الإمام الشافعي
وليس هناك رأي للشافعي في هذه المسألة، ولا نص واضح في الكتب على حكم التوسل عند الشافعي، إلا أن ابن تيمية نقل عن أحد أوائل الشافعية:
وعلى عكس ما يقولون، أسألك بحق نبينا أو مثله. وهذا ما رواه بعض السلف، ولم يكن مشهورا عندهم، ولا سنة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وصلى عليه وسلم. بل جاءت السنة بتحريمه، كما رواه أبو حنيفة وأبو يوسف وغيرهما.
وهذا هو جواب السؤال: هل تجوز الصلاة على النبي؟ ويبدو أن هناك خلافاً كبيراً حول هذه القضية. إنها مسألة قانون السوابق القضائية. فمنهم من الفقهاء أباحه، ومنهم من منعه، ومنهم من كرهه. ولكن ينبغي الابتعاد عن هذا الفعل والدعاء لله تعالى والدعاء له بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. هذا كافي.
وانظر أيضاً: حكم دعاء: اللهم اسخر لي الأرض ومن عليها
هل يجوز الدعاء للأموات الصالحين؟
لا يجوز لأي سبب ولا بأي حال من الأحوال طلب الدعاء من الأموات، فإن هذا الأمر من الشرك بالله عز وجل، ولا بالمقامات سواء كانت للأولياء أو الأنبياء أو الصالحين. كتابه العظيم في سورة فاطر:
إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، وإذا سمعواكم لا يستجيبوا لكم. ويوم القيامة لا يؤمنون بشرككم، ولا ينبئكم به كالخبير.
ويقول في سورة الجن:
والمساجد من الله فلا تدعوا مع أحد.
ولا يجوز أبداً الدعاء أو الدعاء لأحد من الأنبياء والصالحين. والتوحيد والطلب والدعاء لله وحده لا شريك له، له الملك، وهو وحده القادر على إجابة الدعاء، ومنح المغفرة، وتقويم الأمور.
المراجع
↑ سورة فاطر (الآية 14)
↑ سورة الجن (الآية 18)